تابعونا على :

‏مشايخ ودعاة ‏

رمضان شهر التغيير والتطوير / محفوظ ولد إبراهيم فال

سبت, 05/05/2018 - 16:54

رمضان شهر التغيير والتطوير

 

بقلم: الشيخ محفوظ ولد إبراهيم فال

 

إن الإنسان يحتاج إلى تغيير نفسه دائما ، باعتبارها أصلا لكل ما يصيبه من سوء ، قال تعالى : (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. )

 

تغييرها من السيء إلى الحسن ، ومن الحسن إلى الأحسن ، وقد أثبتت الدراسات العلمية ، أن الإنسان إذا استمر على خلق ما ، ثلاثة أسابيع ، صار عادة له ، وإذا زاد أسبوعا رسخت تلك العادة ،  وسهر استمراراعليها ، فحري بكل منا أن يجلس مع نفسه ساعة صدق يبحث عن "سيء خصالها" و "جميل خلالها" ، فيعالج الأولى ويطور الأخرى .

 

ورمضان نعم العون على ذلك ، تجتمع فيه العوامل المساعدة ، من تصفيد الشياطين ، وتقوى الصيام ، ونور القيام ، وطهارة الزكاة ،  والوجهة الجماعية إلى الخير ، مما يوفر إشاعة للخير  وعونا عليه ، وانحسارا للشر وإدبارا عنه .

 

وأذكر هنا بعض الأخطاء الشائعة التي لا يكاد ينجو منها أحد ، جديرة بأن يكون رمضان فرصة تغييرها ، والتخلص منها ولكل مسلم أن يضيف إليها ما يعلم من نفسه ، مما ستره الله عليه ، والله به عليم..

 

أخطاء شائعة

 

1.   إضاعة الوقت والتسويف بالأعمال .

 

2.   ضعف الإحسان في العبادة وإغفال جوهرها وحقيقتها مع الإتيان بشكلها وصورتها .

 

3.   عدم غض البصر عن الحرام ، وفوات الخير المترتب على ذلك واستنارة البصيرة وزكاة النفس وطهارة القلب ، وغير ذلك من الخير المشمول بقول الله تعالى : ( ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون ) .

 

4.   الخوض فيما لا يعني والاستطالة في أعراض الناس وخاص أمرهم وعامه  ، مما يسيء الإسلام ويشوه إحسانه ، وفي الحديث (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) .

 

5.   ضعف المنافسة في الخير ، والمبادرة إلى الطاعة ، والاعتناء بأعمال البر الميسورة الموفورة  بفضل الله ومنه ومن أمثلتها :

- التأخر عن تكبيرة الإحرام 

- ضعف المحافظة على الرواتب والنوافل عموما مع فول الله تعالى في الحديث القدسي (ولايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحبتته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ) .

- عدم العناية بالسمت الحسن ، وكثرة الترخص وقلة الأخذ بعزائم الأمور ، مما يرقق الدين ويوهن التربية .

- تضييع نفع الناس بالميسور من فضل الزاد والظهر وكل خير.

 وأذكر هنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم  ( لايزال أقوام يتأخرون حتى يؤخرهم الله ) .

ومفهوم الحديث لايزال أقوام يتقدمون حتى يقدمهم الله.

 

أسباب معينة :

 

1.    الحرص الصادق ثم الاستعانة بالله تعالى . قال صلى الله عليه وسلم : (احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز ) .

 

2.   تحديد مجالات التغيير والتطوير ، ووضع برنامج مناسب لذلك ، يتضمن الوقاية والعلاج. 

 

3.   صحبة أهل الخير، وملازمة البيئات الصالحة  بالمرابطة في المساجد والاعتكاف فيها.

 

4.   التقليل من خلطة الناس .

شارك المادة