كنت وانا غلام لاتفوتنى خطبة الشيخ بداه وكنت حينها مغتربا بالسنغال لظروف النشاءة.. كنت اعتلى فروع الشجر احاكى خطبته البارعة، وإن كان عوز من لغة وبيان وعلم قدعقل الْمِقْوَلَ.. استدار الزمان ودخلت مدينة انواكشوط .. كنت حينها غلاما يفعة .. دلفت عصرا إلى مسجد لكصر .. أخذت الصف الاول.. كانت نظرتى شطر المحراب على حد قول الهذلي:
إن العسير بهاداء مخامرها
فشطرها نظر العينن محسور
فجأة ظهر فى المحراب شيخ ربعة هو إلى القصر اقرب قدتحنك عمامته وعلى قسماته ماشئت من وسامة
وهيبة '
مشى يمنة ويسرة مسويا الصف الأول ثم وقف هنيهة
وقال هذه الصلاة هي الصلاة الوسطى'
كانت تلك اول إفادة تلقفها السمع المتلهف'
مرت سنوات ثلاث وعدت إلى العاصمة دارسا'
كانت بحوزتى نسخة من تحفة الحكام لابن عاصم
عرضت على الشيخ دراستها عليه '
رفض الشيخ أَيَّمَا إباءٍ لماراى من صغرى '
خشي الشيخ ان تكون لى نية فى الاكتتاب فى القضاة
وعظنى واشترط رأي العم'
عدت الحافرة فوجدت الشيخ قد اطمأن إلَيَّ
بعدان لقي العم ثم قال لى مرشدا:
إذا انهيت التحفة فلتكمل باقضية الصحابة مشيرا
بباب القضاء من صحيح البخاري'
كانت للشيخ حلقة فيما بين العشاءين فى رحبة المسجد يجلس المتحلقون على ارض نقية بيضاء
تحت ضوء عمود كهربي فى الجنو ب الغربي
من مسجد الشيخ'
كانت تلك الحلقات من ليلة السبت إلى ليل الثلاثاء'
كانت.مسألة التبصر والاخذ بالراجح تاخذ كِبْرَ الدرس'
سمعت حينها باعلام كبار كابن تيمية وابن القيم
وابن عبد البر وابن حجر وابن العربي '
كان لهؤلاء وكتبهم اثركبير عَلَيَّ فيما بعد'
لم انقطع كثيرا عن الشيخ إن فى الحلقة اوفى البيت
استمعت إلى فتاوى الشيخ من مكان قريب'
كان الشيخ يربط الفتوى لابالرجوع إلى المساطر الفقهية وإنما بعرف المستفتى ومقصده والنظر الفقهي العام :
لقدساهمت تلك الجلسات بالنسبة لى فى حل إشكالات عقدية وعلمية غير يسيرة '
فعلى شيخنا بداه رحمات الله الكريم تترى'
مشهد رهيب
قال الله تعالى؛ (( هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ )) عند المولى الحق لا يغني إلا الحق . اللهم سلم سلم.