الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
وبعد فقد قرأت ما نشره موقع الراية حول استعداد حكومة الوزير الأول لإقامة أول عرض أزياء يقام في بلاد المرايطين وقد تقرر أن تباشر رعاية ذلك وزارة الثقافة ( إذا تم هذا الأمر فسمها وزارة السخافة ولا تتحرج)
و تعليقا على ذلك ، وحماية لعقول الناشئة من الانشغال بهذه التفاهات، وصيانة لمجتمعنا الحبيب من معاول الهدم أقول :
إن أقصر طريق لتدمير المجتمعات الإسلامية هو : طريق إشاعة الفجور ومن الوسائل الخطيرة لذلك عروض العري التي يسمونها عروض الأزياء.
إن هذه العروض حرب شاملة على الدين :
1- فالدين يدعو إلى الحياء والاستعفاف والستر وإخفاء الزينة والبعد عن الإغراء والإغواء ولو بوسواس الحلي ونبرة الصوت ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ) ( ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ) ويدعو إلى الانشغال بمعالى الأمور والإعراض عن اللغو ( والذين هم عن اللغو معرضون ) واللغو يشمل الأقوال والأفعال .
و هذه العروض تدعو إلى الوقاحة والتبرج والتعري والخضوع بالقول وقول المنكر .
2- والدين يعلي من شأن الاستقامة والمستقيمين ويحارب الكفر والفسوق والعصيان ،وهذه العروض تكرم الفسقة والمارقين والخارحين على الدين ،وتحارب الاستقامة والمستقيمين .
3- الدين يدعو إلى الزهد في الاستهلاك (وهذا هو مفهوم الزهد في الدنيا ) والحرص على الإنتاج ، ويحث على الإنفاق ورعاية الفقراء والضعفاء ، والسعي إلى توفير الحاجات الأساسية للمجتمع ، وذلك هو ما يفهم من الحث على الزراعة والتجارة والصناعة و( من أحيا أرضا ميتة فهي له ) وهذه العروض تسعى إلى إيجاد عقلية اسـتهلاكية تحرص على اقتناء أحدث ما أنتجته مصانع التعري ، وتُكدِّس المنتجات ، وتبحث لها عن الدواليب ، والمخازن ، وتهمل حقوق الله وحقوق العباد .
4- الدين يدعو إلى تغيير المنكر ومحاربة الظلم ، والوقوف في وجه الفساد ، والرشوة ، وأكل أموال الناس بالباطل ، والتصرف في المال العام بغير حق ، ويدعو إلى مقاومة الخارجين على الدين ( الخروح على الدين أكبر من الخروج على السلطة ) وهذه العروض مادة تخديرية تسعى إلى شل حركة المقاومة ، واغتيال اليقظة ، واعتقال الوعي ، وتقدم مساعدة ( لوجستية) للظالمين . اقرأ في الربط بين عروض الأزياء وسياط المستبدين الحديث التالي :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات ، مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا . " رواه مسلم .
5- الدين يحارب الإسراف في الأكل والشرب واللباس والزينة ، ويحرم تغيير خلق الله وفي هذا السياق جاء لعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله . والحديث في الصحيحين .
وهذه العروض تدعو إلى الإسراف ، وتروج لأدوات الزينة التي تنتجها مصانع التعري ، وتسعى إلى (عولمة) المفاهيم الغربيةا المادية الضيقة للجمال ، وتسويق المساحيق المسرطِنة في مجتمعات تنتشر فيها الأمراض ثم لا تجد من رعاة عروض الأزياء أي اهتمام .
6- الدين يدعو إلى نشر الفضيلة وإشاعتها في المجتمع ، ومحاربة الرذيلة ، وإيجاد بيئة فاضلة مضادة لها . وهذه العروض تسعى إلى تطبيع الفجور ، وإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون )