قال الله تعالى ؛
(( يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل
من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله
أندادا وأنتم تعلمون ))
ألا يستحق هذا الرب المنعم بهذه النعم المكرم بأن خلقنا وخلق لنا أن نعبده حق العبادة
وما ذا خلقت الأنداد و بم أنعمت حتى تشرك معه شركا صغيرا أوكبيرا خفيا أوجليا
إن نعمة الخلق وما انطوت عليه من ألطاف وإرفاق من نشأة البداية حتى لحظة النهاية تجعل الإنسان في أطوار البر والإحسان ويرفد بأنواع التكريم والسيادة
تكفي في أن ترقك في العبودية الصادقة لله رب العالمين
تذكر يوم أن كنت ماء مهينا وجعل لك قرارا مكينا وصورك فيه فأحسن صورتك وزودك بكل ما تحتاج إليه في رحلتك القادمة من سمع وبصر وفؤاد،،
(( يأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسويك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك ))
(( قتل الإنسان ما أكفره من أي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره ))
(( أولا يذكرالإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ))
ثم خرجت من رحم الأم لتجد الكون مهيئا لاستقبالك فالذين من قبلك وأولهم الوالدان قد وفروا لك الكثير ومنهم من يستقبلك بغاية الحب والشوق فتتلقفك الأيدي الحانية وتغمرك القلوب برحمتهاوعطفها وما أعظم المنة هنا في خلق الذين من قبلنا
تصور ما بذله من سبقك في عمارة الأرض وبناء مرافقها لتسقبلك بجاهزيتها
ثم وجدت الأرض فراشا تنبت الأكل وتختزن الشرب وتحول النفايات إلى طاقات
تخضر زمانا وتصفر أوانا ينتشر نورها ليمشي في مناكبها ويأخذ من خيراتها ويبتغي مما أودعه الله له فيها من فضل ثم بعد الجهد يقبل ليلها بهدوء الظلام لتسكنوا فيه
والسماء بناء وهذا الخلق العظيم ككل كبريات هذا الكون الفسيح تولى الله رعايته وصيانته حتى لا يعجز عنه المخلوق أو يفرط فيه فلا خرق ولا فطور بل حاله الدائم على
طول العمر وتعاقب الزمن ما قال الله جل وعلا ؛
(( ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم أرجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ))
(( أولم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناهاوما لها من فروج والأرض مددنا وألقينافيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ))
إن القرآن يسيح بالإنسان فيفتح عينيه على هذا الكون الذي
يتقلب فيه كل حين فيريه من آيات الله ما فيه تبصرة للعقول
ومن آلائه ما فيه تذكرة للقلوب فيزرع في القلب عظمة الخالق وجلاله وهيبته ويورثه محبته وخشيته والخجل من بره وإنعامه والحياء من لطفه وإحسانه
نفعنا الله بالقرآن ورفعنا