كان عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى يتبع الشرع في معايير التعيين فكان لا يولى إلا الأمناء الأقوياء لأنه كان يعرف أن المنصب أمانة وأن الله أمر المؤمنين بأداء الأمانات إلى أهلها وكان يدقق تدقيقا بالغا فيمن يوليه
في تهذيب الكمال
عن جويرية بن أسماء لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة وفد عليه .... فهنأه فقال من كانت الخلافة يا أمير المؤمنين شرفته فقد شرفتها ومن كانت زانته فقد زِنتَها وأنت والله كما قال مالك بن أسماء ...
وتزيدين طيب الطيب طيبا إن تمسيه أين مثلك أينا ...
وإذا الدر زان حسن وجوه كان للدر حسن وجهك زينا
ولزم ...... المسجدَ يصلي ويقرأ ليله ونهاره فهمَّ عمر أن يوليَه العراق ثم قال هذا رجل له فضل ، فدسَّ إليه ثقة فقال له إن عملت لك في ولاية العراق ما تعطيني ؟ فضمن له مالا جليلا وأُخبِر بذلك عمر فنفاه وأخرجه وقال يا أهل العراق إن صاحبكم أعطي مقولا ولم يعط معقولا وزادت بلاغته ونقصت زهادته . "
كان ولاة عمر بن عبد العزيز مضرب المثل في الأمانة والتقوى حتى
قال ابن كثير في البداية والنهاية في ترجمته :
"وقد صرح كثير من الأئمة بأن كل من استعمله عمر بن عبد العزيز ثقة . "
مشهد رهيب
قال الله تعالى؛ (( هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ )) عند المولى الحق لا يغني إلا الحق . اللهم سلم سلم.