الاعتدال بين الانتفاع والضياع في استخدام الوسائط الحديثة أمر عزيز لا يوفق له إلا الله.. أحيانا أستشعر خطرها واجتهد في الدعاء بالسلامة فأتذكر ما يذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان واقفا بعرفة فرأي عاشقا أضناه الحب وأبلاه الوجد فظل ابن عباس رضي الله عنهما عشيته يستعيذ بالله من العشق..
وما نسمعه عن العشاق وولهانهم ما أظنه يلحق بالوسائطيين وإدمانهم فقد غدا الارتباط الوجداني والحسي بالجهاز أعظم مما عاشه مجنون ليلي وكثير عزة وماعاناه وتغني به الغزليون مماقرانا منه وسمعنا عنه أحيانا أكون في مكان يختلف توقيته مع بلدنا فاتصفح في النهار ويكون السحر اوالثلث أوالنصف الأخيران من اليل في بلدنا..
فأجد أغلب الأصدقاء في ذلك الوقت النفيس عاكفون في الفضاء الافتراضي منكبون علي الأجهزة.. أليس العكوف علي المناجاة أو الانكباب علي الجباه بين يدي الله أولي واحرى؟ أليس اخذ قسط من النوم ليؤدي الإنسان دروه في النهار وواجبه اليومي في عالم الواقع أفرض وألزم؟
ألا فليحذر امرؤ من هدر وقته وتبذبر عمره فليس بعد الوقت والعمر ما يستحق الحفاظ عليه..
وكم من عظيم افترسته التوافه وكم من ذكي أسرته السفاسف، ففلس يوم الفوز وغبن يوم الربح..
والله المستعان وعليه التكلان والمجير من الخسران.
إرشيف
