يعاني كثير ممن أن امهلهم الله وأنعم عليهم بتجاوز الاربعين من تجاهل عتبة الاربعين وغيبة تلك الحقيقة الكبرى وجدانياوشعوريا في حياتهم وما تقتضيه من إحساس بتقهقر في العمر وطي للمسافة اإلى الآخرة وسعي في الأهبة والزاد ورهبة من لقاء الله على غير استعداد
ويفاجأالكثير منا بان رغبته في الدنيا والاغترار بها وحمل همها لم تنقص إن لم تزد وانه لم يذكره التعمير ولا اقلقه أنه حجة عليه بين يدي الله
(( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير ))
ولم نزل نقرا عن السلف ان عتبة الاربعين كانت محطة ذات شأن في حياتهم وان بلوغ الأشد في العمر يصاحبه بلوغه
في البصيرة والعظة والاعتبار والسعي في سرعة الاوبة ونصوح التوبة وخلوص المعاملة وصدق المعرفة وتمام الاهبة
فهل من معتبر
إن بلوغ الاربعين في الغالب يأخذ فيه الإنسان موقعه الاجتماعي والوظيفي وتنفتح أمامه فرص وتدبر أخرى
وتتجدد أعباء وتخف أخرى وتزول موانع من نوع وتنزل صوارف من نوع آخر
فما أجدر العاقل بوقفة صادقة ومحاسبة شاملة عنوانها
إسلام الوجه لله وصبغ الحياة برضاه
وحسن عمارة لارضه ورعاية لخلافته وقيام بامانته وقد بين الله تعالى هموم الاربعيني بقوله جل وعلا ؛
(( حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب اوزعني إن شكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضيه واصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين ))
_الشعور بإنعام الله الذي ينوء بشكره الكاهل وما اتحف به من الطاف والحف من أفضال خلال أربعين عاما وتبرز نعمة الوالدين وغالبا ما تكون المرحلة مرحلة ضعف لهم وشعور بقرب توديعهم وخوف مما سيتركونه من فراغ يستوجب مبالغة في البر وسعيا لحسن التوديع وخوفا من أن تشغل عنهم الأعباء المتزايدة
_ حمل هم حصول رضوان المولى جل جلاله والإشفاق من لقائه على سخظ
_هم صلاح الاولاد وتعليق الامل بانتظام الخلف الصالح وما يتوقع منه من لحوق أجر وبقاء ذخر ودعوة قد تكشف كربة اوترفع درجة بعد انقطاع العمل المرتقب
_ الإعلان عن التوبة من تفريط أربعين ومن عجرهاوبجرها كثيرا ما تزل فيها القدم وربما ارتكبت موبقات ذهبت شهواتها وبقيت تبعاتها
_ الولاء للمسلمين وحمل همومهم وغلبة نزعة مصلحة العموم على شهوةالخصوص وتقهقر الانانية وضمور الذاتية والشعور بحق الأمة وامانتها
إن الدعاء يجسد.الهم الذي يحمله القلب وتسعى له الجوارح ويستعان عليه بالمعين جل وعلا
فهل من مدكر
اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر
مشهد رهيب
قال الله تعالى؛ (( هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ )) عند المولى الحق لا يغني إلا الحق . اللهم سلم سلم.