الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
* امابعد؛ فقد روى الطبراني ( أن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) ، وبين النبي صلى الله عليه وسلم علاقة الدين بالنصيحة والسياسة فقال( الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله والأئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم.
_ ومن مبادئ الإسلام التي يقوم عليها ؛ حب الخير للمسلمين، واكرامهم ، والسعي في مصالحهم، وستر عوراتهم، وإقامة العدل والحق بينهم، ( ان الله بأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي بعظكم لعلكم تذكرون).
_ ومن أهم المبادئ التي ارساها الاسلام ( مبدأ الشورى) وهو مبدأ عظيم ملزم للحكام وغيرهم قال تعالى ( وشاورهم في الامر) ، ووصف الأمة بأنها أمة شورية( وأمرهم شورى بينهم).
أما كيفية الشورى وتطبيقاتها، وآلياتها فمتروك الاجتهاد المسلمين ؛ والمهم ما يحقق العدالة ، والحرية ، والمساواة، ويقضي على الظلم والجور، والاستبداد والطغيان .
وعليه فكل نظام أو آلية أو وسيلة تنظم حياة الناس وتنظم علاقة الحاكم بالمحكوم وتعين على إدارة الخلاف والتنوع ، وتجلب المصالح وتدرأ المفاسد هي واجب شرعي وضرورة عقلية ، من هنا تبنى الكثير من المسلمين المنهج الديمقراطي باعتباره أقرب إلى الشورى وإن كان وافدا من الغرب( فالمحكمة ضالة المومن انى وجدها فهو أحق بها) ، كيف وقد قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين ( إن كل ما يحقق العدل بين المسلمين فهناك شرع الله ودينه)
_ لذلك اختارالموريتانيون المنهج الديمقراطي وهي ممارسة جديدة على الشعب قد تصيبها بعض الأخطاء والتعثرات في التطبيق وفي اختيار الأمثل والأفضل والأصلح ، الا أنها تبقى فرصة لهذا الشعب المسلم ليختار ممثليه على أساس الكفاءة والأمانة، والصدق ، والقوة على الدفاع عن الحق، والعدل والمظلوم ، وإعطاء كل ذي حق حقه.
فعلينا جميعا ان نحرص على اختيار الأكفأ والأصلح والصادق الامين ، بعيدا عن اكراهات القبيلة والجهة والفئة والمال السياسي .
وعلى المترشحين ان يتذكروا قول الله تعالى( ان الله يأمركم ان تودوا الأمانات الى أهلها وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل) .وقول الرسول صلى الله عليه وسلم( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيتة الا حرم الله عليه الجنة) متفق عليه.
_ احبتي في الله : الناس في هذه البلاد ينقسمون تجاه هذه الاستحقاقات والانتخابات الى ثلاث مجموعات :
١ _ الأولى مجموعة متنافسة حريصة على أن تترشح أو ترشح بغض النظر عن كفاءتها وصلاحها للمهمة.
٢ _ الثانية غير مالية لا يعنيها الامر من قريب او من بعيد باعتباره صراعا على السلطة بين الأقوياء والسياسيين والحكام لا يقدم ولا يوخر ؛ فالفساد والظلم والجور منتشر وسيظل كما هو، والقادم أسوأ مما قبله في نظرهم.
٣_ الثالثة: وهي الأكثر تساق كما يسابق القطيع ؛ تسوقها القبيلة، والجهة ، والقرابة ، والحزب ، والحاجة والمال السياسي وتدفعها دفعا للتسجيل وانتخاب من تريده القبيلة والحزب ورب المال بغض النظر عن كفاءته وأمانته وبرنامجه الانتخابي هل هو صالح ام لأ!! فالجميع ينتخب زيدا لان القبيلة والفئة ورب المال يريدون زيدا على علاته.
* فلتعلم الفئة الاولى المتصدرة أن المسؤلية امانة ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ...الحديث) ، وأن ترشيح غير الكفء جريمة يسأل عنها يوم القيامة.
_ والكفاءة المطلوبة في المترشح هي؛ الامانة، والصدق ، والخبرة بالملف، والشعور بالمسؤولية ، والاستعداد للتضحية في خدمة المجتمع والوطن ، ففي صحيح مسلم : أن ابا ذر قال قلت يا رسول الله؛ ألا تستعملني؟ قال فضرب بيده على منكبي ثم قال: ( يا ابا ذرانك ضعيف وانها امانة، وانها يوم القيامة خزي وندامة الا من اخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها ). وليعلم هؤلاء ان من سأل الإمارة أو حرص عليها لا يعان عليها فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: دخلت انا ورجلان من بني عمي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما أمرنا على بعض ماولاك الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم( إنا والله لا نولي هذا العمل احدا ساله أو أحدا حرص عليه) متفق عليه. وهذا لا يتنافى مع من عرف في نفسه القوة والأمانة والصدق والخبرة والعلم ان يعرض نفسه على من يهمهم الامر فقد قال يوسف عليه السلام
لفرعون مصر ( اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم) فهو خبير آمين صادق ؛ فاصلح احوال مصر وانقذها من المجاعة والجفاف والهلاك.
* وأقول للمقاطعين والذين يساقون سوقا: إن أصواتكم هي أمانة في أعناقهم ومسؤولون عنها، وهذه فرصتكم لتساهموا في اختيار الأصلح والأكفأ ، وإبعاد الفاشل والاسوأ؛ فكل صوت مهما كان مهم الترجيح كفة الخير ، وغيابه قد يرجح كفة الشر...
قد يعترض معترض بأن الصلاح والفساد امور نسبية لا يمكن معرفتها بسهولة، لكن هناك الصالح والاصلح وهنا ك الفاسد والأقل فسادا وهناك شر دون شر ...فالحياد لايحل المشكلة لانه هروب من المسؤوليةواداء الامانة.
* فعلينا جميعا ان نجتهد ونساهم باصواتنا في اختيار الأصلح والأكفأ والصادق الامين وإبعاد الاسوا والفاشل ، فإذا أصبناا فلنا اجرأن ، وإذا أخطأنا فلنا أجر واحد كما هي القاعدة الشرعية المعروفة.
(جعلني الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه)
(اخوكم سيد محمد حيلاجي)
مشهد رهيب
قال الله تعالى؛ (( هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ )) عند المولى الحق لا يغني إلا الحق . اللهم سلم سلم.