ندب الشارع إلى التنافس والمسارعة والمسابقة لكن إلى مغفرته وجنته وإلى الإمامة فى دينه قال تعالى : ( وفى ذلك فليتنافس المتنافسون ) وقال تعالى: ( سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض). وقال تعالى ( سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض). وقال تعالى: ( واجعلنا للمتقين إماما)..
واما الرئاسة الدنيوية فقد ذم طلبها والحرص عليها ووكل صاحبها إلى نفسه
فقد بوب الإمام البخاري فى صحيحه فقال:
باب من لم يسأل الإمارة أعانه الله عليها
حدثنا حجاج بن منهال حدثنا جرير بن حازم عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها'
وقال فى موضع آخر:
باب مايكره من الحر ص على الإمارة
حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة
عن أبي موسى رضي الله عنه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من قومي فقال أحد الرجلين أمرنا يا رسول الله، وقال الآخر مثله، فقال: إنا لا نولي هذا الأمر من سأله ولا من حرص عليه.
قال الحافظ فى الفتح: فإن من لم يكن له من الله عون على عمله لا يكون فيه كفاية لذلك العمل فلا ينبغي أن يجاب سؤاله،
ومن المعلوم أن كل ولاية لا تخلو من المشقة، فمن لم يكن له من الله إعانة تورط فيما دخل فيه وخسر دنياه وعقباه ، فمن كان ذا عقل لم يتعرض للطلب أصلا ، بل إذا كان كافيا وأعطيها من غير مسألة فقد وعده الصادق بالإعانة ، ولا يخفى ما في ذلك من الفضل'
ولقد كانت على هذه الصفحة تدوينة عنوانها:" بين يدي السياسة"شملت هذه الاحاديث المذكورة وذلك قبيل الترشيحات الانتخابية
واليوم وقد طوي ملف الترشيحات عدت ولعل العود أحمد متمنيا أن لا ينطبق على إخوة الدين قول زفر بن الحارث الكلابي:
لعمري لقد أبقت وقيعةراهط لمروان صدعا بيننا متنائيا
فلم تر مني نبوة قبل هذه فراري وتركي صاحبيّ ورائيا
أيذهب يوم واحد إن أسأته بصالح أيامي وحسن بلائيا
فقد ينبت المرعى على دمن الثرى وتبقى حزازات النفوس كما هيا '