كان الصحابة رضوان الله عليهم يدخلون في السلم كافة، وﻻيفرفون بين الكتاب ،وﻻيجعلون القرآن عضين، وجاء من بعدهم فجزءوا الدين ،وغﻻ كل منهم فيما أتي من الدين ،وجفا فيما ترك، فضاقت فهومهم عن شمول الدين، وقصرت أعمالهم عن الدخول فيه كافة ،
ولم يمدح الله إﻻ التابعين بإحسان، وقد وصف الله محمدا صلى الله عليه وسلم والذين معه بهذه اﻷوصاف،
- الشدة علي الكفار، والعزة عليهم ، وذالك يدل على الغيرة على الدين، والقوة فيه والجهاد من أجله، فﻻ حظ للمستسلمين المنهزمين من ذلك الوصف، "أشداء علي الكفار"
- رحمة المؤمنين ومودتهم، واللطف بهم ،والذلة عليهم ،فﻻحظ لمن شدد علي المسلمين ،وشق عليهم، وتنطع في التعامل معهم ،سواء كان باسم الدين، أوبغيا وعدوانا ، من هذا الوصف "رحماء بينهم "
-التعبد والتبتل، وحسن العبادة ،وقوة الصلة بالله ؛
" تريهم ركعا سجدا يبتغون فضﻻ من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود "
وهذا الوصف يحتاج إلى العمل به كثير من العاملين للدين الذين ربما تعللوا باﻹنشغال بالعمل اﻹسﻻمي عن التبتل والتعبد، وعلى هؤﻻء أن يعلموا أن العمل لﻹسﻻم في النفس تربية وتزكية وصلة بالله قبل العمل في الغير ،وأن التغيير بها يبدأ ،وأن من وهنت صلتهم بالله ﻻيفتح الله علي أيديهم للدين
وبالجملة فهذه اﻷوصاف تشمل ما يطلق عليه الناس العمل المتعدي،
ومايطلقون عليه العمل القاصر، فمن أراد أن يتبع السابقين اﻷولين بإحسان فليعمل بالعملين ،وليجمع بين الحسنيين، وليكن من رهبان اليل
فرسان النهار وليقتد بمن قال الله في ليله
"إن ربك يعلم أنك تقوم أدني من ثلثي اليل ونصفه وثلثه " وقال في نهاره "إن لك في النهارسبحا طويﻻ " وقال فبه وفي صحابته
" محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضﻻ من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود "
هدانا الله وإياكم لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .