الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد ،فان الله حرم قتل النفس و حرم تعريضها للهلاك قال تعالى(ولا تلقوابأيديكم الى التهلكة وأحسنوا ان لله يحب المحسنين) وقال(ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما) ، وفي صحيح البخاري(لن يزال المسلم في فسحة من إيمانه مالم يصب دما حرما) .
واعتبر الإسلام قتل النفس من المهلكات الموبقات التي توبق صاحبها في النار ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( اجتنبوا السبع الموبقات...وذكرمنها قتل النفس التي حرم الله الا بالحق).
* اخوة الاسلام؛ لقد تفاقمت في السنوات الأخيرة ظاهرة إزهاق الأرواح البريئة يوميا على الطريقين الرئيسيين في البلاد( نواكشوط _روصو) و ( نواكشوط _ النعمة) . هذه الظاهرة شغلت بال الرأي العام الوطني بكل اطيافه، هذا الطريق الذي كان يسمى طريق الأمل تحول إلى طريق الألم.
لقد وصل معدل الوفيات بسبب حوادث السير الى ٢ قتيل وأكثر من ٦ جرحى يوميا ، وهي حصيلة مخيفة كارثية ، وتفاقم الوضع سنة ٢٠١٧ حيث ازدادت الحوادث بنسبة ٢٤٧% عن السنة التي قبلها، ومات أكثر من ٤٤٧ شخصا وأعيق وجرح أكثر من ٢٠٣١ إنسانا.فماذا سيكون عليه الوضع في هذه السنة ٢٠١٨ التي انهارت فيها الطرق، بسبب الاهمال وعدم الصيانة وكثرة الحفر وضيق الطريق ورعونة السائقين.
* فما هي أسباب تفاقم حوادث السير على الطرق الموريتانية ؟؟ لا شك أن منها:
١_/السرعة المفرطة .٢/ عدم خبرة السائقين .٣/ تلف الطرق وعدم صيانتها وكثرة الحفر فيها.٤/ غض الطرف من قبل السلطات عن الحمولة الزائدة والمخالفات المتكررة.٥/ غياب السلطة وعدم تحملها للمسؤولية.٦/ لا وجود لفرق الانقاذ وطواقم الاسعاف لإنقاذ الجرحى المصابين.
* والسؤال هو كيف نوقف نزيف الموت على طرقنا الرئيسية؟
وما هو علاج ظاهرة إزهاق الأرواح البريئة يوميا شيوخا وشبابا ونساء واطفالا ؟؟ هذا النزيف يجب أن يتوقف وأن تتكاتف الجهود لإيقافه ، وذلك بما يلي:
١)_ تفعيل قوانين السير وتطبيقها بصرامة ، ووضع إشارات المرور، ومراقبة منح رخص السياقة التي تباع في الأسواق لمن هب ودب.
٢)_ إصلاح الطرق وصيانتها يوميا ، وحضور فرق الصيانة على طول الطرق.
٣)_ توفير فرق إنقاذ متنوعة( طواقم اسعاف، رافعات عند كل ٥٠ كلكم من الطريق .
٤)_ إلزام السائقين والركاب بوضع الأحزمة وعدم تجاوز السرعة المقررة أوتجاوز السيارات في الأماكن المحرمة.
٥) _ انشاء طرق سريعة موازية محصنة، وعلينا أن نستفيد من اخوتنا المغاربة الذين أنشأوا شبكة من الطرق السريعة بتمويل خصوصي يضع رسوما على السيارات التي تستخدمها حتى ياخذ التجار أموالهم وأرباحهم وتبقى الطرق ملكا للدولة المغربية .
٦) _ الالتزام بالاذكارالمسائية والصباحية واذكار السفر المأثورة ومنها ( اللهم انا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى...)( اللهم اني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في المال والأهل والولد...) .
٧)_ وإذا تعب السائق أو نعس عليه أن يقف وينام ويستريح
* اخوتي في الله ؛ الكل مسؤول عن هذا النزيف : السائق، السلطات، أصحاب الرأي، الركاب الذين يشجعون السائق على السرعة والمخالفة. فليتحمل الجميع مسؤولياتهم ، وذلك بإصلاح الطرق وصيانتها ووضع الإشارات وإلزام السائق بالقانون وتوفير فرق الانقاذ وطواقم الإسعاف.
( جعلني الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه)
( سيد محمد حيلاجي).
مشهد رهيب
قال الله تعالى؛ (( هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ )) عند المولى الحق لا يغني إلا الحق . اللهم سلم سلم.