
من أهم أسباب القوة في الخير سببان: اﻷول الحرص الصادق ،واﻻهتمام البالغ، وذلك ما ميزسلفنا الصالح، فقد كان طلبهم لرضوان الله ومثوبته أكبرهمهم، ومبلغ علمهم ،ﻻيصدهم صاد ،وﻻ يردهم راد ،ﻻيختلقون المعاذير، وﻻيلتمسون الصوارف، يمنون به النفوس ،ويعلقون به اﻵمال ،يرون التخلف عنه أعظم المصائب ،انظر إلى البكائين يوم تبوك يأتون النبي صلى الله عليه وسلم وﻻيجد لهم ظهرا وﻻزادا ،فيعذرهم صلى الله عليه وسلم ،ويصرح القرآن بأنه ﻻسبيل عليهم ومع ذالك يتحسرون ويبكون بسبب التخلف عن الجهاد، يصور القرآن حالهم بأبلغ أسلوب فيقول ..
"وﻻعلى الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت ﻻ أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن ﻻ يجدوا ماينفقون"
..قارن بين حال هؤﻻء وحال المنافقين الذين قال الله تعالى فيهم
"..فرح المخلفون بمقعدهم خﻻف رسول الله وكرهوا أن يجهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ".."وجاء المعذرون من اﻷعراب ليؤذن لهم "
-السبب الثاني: اﻻستعانة بالله بكثرة الدعاء ،وقوة التوكل، فإن اﻹنسان عاجز والله قادر ،وشأن العاجز أن يخرج من عجزه إلي قدرة القدير، واﻹنسان ضعيف، والله قوي، وشأن الضعيف اﻻستعانة بالقوي،
فمن أنعم الله عليه بهذين السببين فلن يفوته خير،وسيكون له من التوفيق والنجاح الحظ الكامل والنصيب الموفور،
وقدبين هذا كله أكمل بيان معلم الخير محمد صلي الله عليه وسلم حين قال:
"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف و في كل خير." ..ثم بين السبب اﻷول فقال..."احرص على ما ينفعك"..وبين الثاني فقال.."واستعن بالله وﻻتعجز.".بأبي هووأمي صلى الله عليه وسلم كان مجأصدق الناس في طلب رضوان ربه وأرغبهم إليه وأقواهم توكﻻ عليه
جعلنا الله وإياكم من الذين آمنوا به واتبعوه
إرشيف الصفحة