
أصحاب النفوس الصغيرة ترى السعادة في الراحة ، والكسل ، وقلة العمل،والإكثار من المطاعم والمشارب والشهوات ، ولبس أجمل الثياب، وركوب أفخر المراكب والسيارات ، وكثرة القناطير المنقنطرة من الذهب والفضة والقصور الفخمة واصطياد الغانيات.... الخ، و لكن النفوس الكبيرة ترفض حياة البهائم، وترى السعادة في ركوب المصاعب لنيل أعلى الدرجات والمطالب ،وفي اقتحام المكاره إبتغاء المكارم والمعالى ، وأعلى الدرجات، ( بقدر الجد تكتسب المعالى* ومن طلب العلى سهر الليالي) ، وهذ طريق الجنة كما وصفه الحبيب صلى الله عليه وسلم(حفت الجنة بالمكاره ،وحفت النار بالشهوات) ،فالسعادة لايعبر اليها إلا على جسر الإجتهاد والمشقة والتضحية.. [وإذاكانت النفوس كبارا__تعبت في مرادها الأجسام ].
فالسعادة الحقيقة في راحة البال ، والرضى بالمقسوم،وتقديم الخير للناس، وبالفوز يوم القيامة بالفردوس الاعلى من الجنة، ( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور) .