بسم الله الرحمن الرحيم
الاختلاط في المدارس (2)
في موضوع الاختلاط في المدارس كتبت إلى أحد وزراء التهذيب السابقين وكان صديقا عزيزا ما يلي : " مشكلة الاختـــــــــلاط
المدارس عندنا مختلطة اختلاطا فاضحا ، والطالبات يلبسن لباسا فاضحا ، بلا حسيب ولا رقيب ، فالمدير ليس مسئولا عن الأخلاق ، والمراقب ليس مسئولا عن الأخلاق ، والوزارة غائبة إلى حد الغيبوبة ، والقانون مفقود .
هل هناك قانون يحمي الأخلاق في المدارس ؟ هل هناك قانون يفرض حدا أدني من الستر ؟
أذكر أن أحد السفراء العرب احتج علي أحد مديري المدارس ، لأنه طلب من ابنة السفير أن تلبس ملابس معقولة ، فسأل السفيُر المديرَ أين القانون الذي يمنع ابنتي من دخول المدرسة بهذ اللباس ؟ ، لكن المدير كان حازما فوقف عند قراره .
هل الوزارة تدعوا إلى الاختلاط ؟ هل تدعوا إلى الفصل ؟ الحقيقة أنها لا تقصد شيئا من ذلك وهي مثل الرجل الذي قال فيه الشاعر :
لا تمدحن ابن عباد وإن هطلت كفاه بالجود حتى أخجل الديما
فإنها خطرات من وساوسه يعطي ويمنع لا بخلا ولا كرما !
مع أن الشاعر هنا قد ظلم ابن عباد .
تحركت ذات مرة في ثانوية البنين من أجل هذ الفصل ، وكنت أدرِّس في الأقسام النهائية ، وكان عندي ثمانون تلميذة وستون تلميذا ، فوجدت أن المدير غير معني بالموضوع ، ووجدت القضية تتلخص في أن من يسجل أسماء التلاميذ يسجل المتقدمين أولا بأول ، فإذا تم النصاب أغلق الفصل ، وبدأ بفصل جديد ، لا فرق بين تلميذ وتلميذة ، أين العقل .؟ وأين الدين ..؟
والمطلوب منكم العمل من أجل الفصل بين الجنسين فهذ الاختلاط لا يقره دين ولا قانون عاقل ، إنما هو جزء من مخلفات المستعمر المشؤومة .
أعرف أن هذ القرارَ سيقف في وجهه المنصِّرون الذين يعملون في وزارتكم كمستشارين، وموظفو صندوق الإفقار الدولي ( من عطف الخاص علي العام ) وسيقف في وجهه (الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا) وسيقف في وجهه الذين يعتبرون أن كلَّ خطوة إسلامية هي انتصار ٌللخصم ..
أذكِّر في النهاية بأن نظامَ الفصل مطبق في أكثر من دولة عربية ، بل هو مطبق في ( الأرض المحتلة ) رغم أنف اليهود .
أرجو منك أن تقوم بزيارة مفاجئة لأقرب ثانوية من الوزارة ( ثانوية البنين مثلا ) لتري بعينيك حقيقة " التهذيب الوطني " .
اعمل علي تحقيق نظام الفصل ، واستعن بأهل الخير تكن- بذلك -قد سننتَ سنةً حسنةً لك أجرُها وأجرُ من عمل بها بعدك ، كما سن غيُرك سننا سيئة ، عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده .
واعلم أن من نوي الخير َفيما بينه وبين الله وفقه الله ويسر له سبل الخير ( والذين اهتدوا زادهم هدي وآتاهم تقواهم ) ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) ."