تولية السفهاء
من أسباب الفقر في بلادي الغنية : توليةُ السفهاء ومخالفة النهي القرآني الصارم (ولا تؤتوا السفهاء أموالَكم التي جعل الله لكم قيَماً وارزقُوهم فيها واكْسُوهُم وقولوا لهم قولا معروفا )
والعجيب أن الأموال التي أضيفت إلينا في هذه الآية الكريمة هي أموالهم هم ، ولكنها في النهاية أموالنا التي يجب علينا المحافظة عليها ، ولا يجوز لنا التفريط فيها ، فكيف نعطي السفهاء أموالنا التي لا شبهة لهم فيه ؟
إن مخالفة هذا النهي القرآني جرَّت علينا المآسي وصدق الله العظيم (وما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)
إن مسيري المال العام يجب انتقاؤهم من الأكفاء الصالحين اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين روى القاضي أبو يوسف في كتاب الخراج (ص: 113)
أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كتب إلى أهل الكوفة يبعثون إليه رجلا من أخيرهم وأصلحهم ، وإلى أهل البصرة كذلك ، وإلى أهل الشام كذلك ، قال فبعث إليه أهلُ الكوفة عثمانَ بن فرقد ، وبعث إليه أهلُ الشام معنَ بن يزيد ، وبعث إليه أهلُ البصرة الحجاجَ بن علاط كلهم سلميون ، قال فاستعمل كلَّ واحد منهم على خراج أرضه . "
فكأنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بهذا الانتخاب الذي أجري في الكوفة والشام والبصرة ، أجرى مسابقةً لاختيار أفضل مسؤولٍ ماليٍّ . وقد تم له ما أراد .
مشهد رهيب
قال الله تعالى؛ (( هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ )) عند المولى الحق لا يغني إلا الحق . اللهم سلم سلم.