العلم النافع ما أورث اليقين الراسخ معرفة بالله وادبا معه وتجردا له وثقة بشرعه ورضا بحكمه وقناعة بقسمه. قال الله تعالى ؛ (( ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد ))
(( بل هو ٱيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بٱياتنا إلا الظالمون ))
بهذا اليقين ووضوح التصور ورسوخ المعرفة تأهل أهل العلم لأكبر شهادة على أعظم حقيقة فجاءت شهادتهم بعد شهادة الله جل وعلا على نفسه واقترنت بشهادة ملائكة قدسه: (( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا اله إلا هو العزيز الحكيم ))
فما اعظمها من منزلة وارفعها من درجة بها يكون الفرق بين العالم والجاهل ويحق استبعاد الاستواء (( أمن هو قانت ٱناء اليل ساجداً وقائما يحذر الٱخرة ويرجو رحمة ربه قل هل هو يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب ))
ولئن تضمنت الٱيات السابقة صدق الإيمان وقوة اليقين ورسوخ المعرفة فانظرهنا الصفات التي اثمرها ذالك اليقين والتي بانوا بها وارتفعوا فكانوا ليسوا سواء مع الجهال
_ القنوت الدائم المستغرق لٱناء اليل والنهار المشتمل على حالي السجود وما يرمز له من التذلل والخضوع والقيام وما يرمز له من انتصاب في الحق وبالحق
_ حذر الٱخرة والإشفاق منها (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) ثم ؛
_الرجاء بعد ذالك كله في رحمة الله دون غرور ولا زهو بداب القنوت ورهب الخشية
كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا قرأ هذه الٱية قال؛
(( ذاك عثمان بن عفان ))
وقال الغزالي رحمه الله ؛
(( أدنى مراتب الفقيه أن يعلم أن الٱخرة خير من الأولى ))
نعوذ بك اللهم من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع
ودعوة لا يستجاب لها
إرشيف