عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين.
وقال الله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}.
فضل محبة النبي صلى الله عليه وسلم
إن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم من محبة الله وطاعته من طاعته ورضاه من رضوانه ولها فوائد كثيرة منها:
1. جـــواره صلى الله عليه وسلم في الجنة: فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا سال النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة ؟ قال " ما أعددت لها؟ قال ما أعدت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة، ولكني أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال "أنت مع أحببت".
2. وجـــود حلاوة الإيمان :عن أنس رشي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار" متفق عليه.
3. عـــلامة على كمال الإيمان: ونقصها دليل على نقصه، قال عمر يا رسول الله والله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، قال النبي صلى الله عليه وسلم:" لا يا عمر، حتى أكون أحب إليك من نفسك"، فقال عمر والله يا رسول الله لأنت أحب إلي حتى من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :"الآن يا عمر" رواه البخاري.
علامات حب النبي صلى الله عليه وسلم
إن الله تعالى جعل الإيمان حقائق وصفات ولم يجعله أماني ولا ادعاءات وقد أقام أدلة على حبه وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ومن اتصف بها فقد شهد الله له بصدق المحبة ومن لم يتصف بها فهو إما عادم المحبة أو ناقصها ومن تلك الأدلة ما يلي:
أ- نصرته صلى الله عليه وسلم :ونصرة الدين الذي جاء به، والعمل على تكثير أتباعه وأحبابه، قال تعالى (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه)، والتخلف عنه صلى الله عليه وسلم بعد موته يكون بالتخلف عن نصرة دينه ودعوته لأنه لو كان حيا لنصر الدين ودعا إليه، ولذلك لما شاع خبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وفرّ بعض المؤمنين عن الجهاد بين الله لهم أن نصرة نبيه صلى الله عليه وسلم ودينه لا تختص بحياته فقال تعالى: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين)ولما أخبر بعض الصحابة بالخبر يوم أحد قال ما تصنعوا بالحياة بعده؟ موتوا على ما مات عليه، و قال أبو بكر رضي الله عنه يوم موته صلى الله عليه وسلم: أينقص هذا الدين وأنا حي؟
ب - اتباعــــــــــه: من علامات حبه كذلك الرضا به قدوة وأسوة وتقديم قوله على كل قول وأمره على كل أمر ونهيه على كل نهي، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم) وقال (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) فالمحب له صلى الله عليه وسلم لا قائد له ولا إمام ولا زعيم غير محمد صلى الله عليه وسلم ويكفي في فضل اتباع النبي صلى الله عليه وسلم أنه دليل حب العبد لله، ويوجب للإنسان محبة الله تعالى ومغفرة الذنوب، قال تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم قلأطيعوا الله والرسول).
ولا يمكن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم إلا بمعرفة القرآن الذي كان خلقه صلى الله عليه وسلم وتدبره والعمل به، وكذلك معرفة سنته صلى الله عليه وسلم فكيف يتبع الإنسان ما لا يعلم أو يقتدي بمن يجهل.
ج - تمني لقائه ورؤيته: من علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم الشوق إلى لقائه وإلى كلما يتعلق به من عمل وقول ومكان وأهل عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أشد أمتي لي حبا أناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله" رواه مسلم.
مشهد رهيب
قال الله تعالى؛ (( هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ )) عند المولى الحق لا يغني إلا الحق . اللهم سلم سلم.