تابعونا على :

‏مشايخ ودعاة ‏

محاسبة أخوية / محمد الأمين مزيد

اثنين, 03/11/2019 - 17:29

محاسبة أخوية
في العطلة الصيفية سنة 1951 كان الطالب نجيب الكيلاني الإخواني يستعد لدخول السنة الأولى من كلية الطب وكان يلقي الدروس الدعوة  وكان معروفا بانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين .
ذات مساء طلب منه أبوه أن يحقق لصديقه رغبته في أن يعطي دروسا خصوصية لابنته  (أنصاف ) التي تدرس في مدرسة أجنبية ، وبعد أن تمنَّع وقال لأبيه : " أنت تعلم أن كلام الناس كثير " وبعد أن ألح  الأب وافق نجيب وبدأت الدروس
وانتشر الخبر في القرية ، وبدأ زملاء نجيب يُلْقُون تعليقاتهم الساخرة ،وتداول نساء القرية الموضوع ، وانتشرت الشائعات ، ورفَع بعضُ الإخوان شكوى
وبينما نجيب في هذه الدوَّمة جاءه أحد الإخوة وأخبره أن عليه أن يتوجه إلى مدينة (زفتي) لمقابلة المسؤول هناك .
وعند ما وصل وجد أمامه الدكتور محمد الوكيل وبدأ حديثه أمام مجموعة من الإخوان  فقال : " إن الدعاة يجب أن يخلصوا وجههم لله دون النظر إلي أي مغنم دنيوي ، وإن الدعاة الحقيقيين قوم متميزون بعلمهم ، وأخلاقهم ، وسلوكهم ، ومبادرتهم إلى الخير ،والتزامهم بأوامر الله ونواهيه ."
وبعد التوجيه العام صلوا الظهر وتغدوا
ثم انفرد محمد الوكيل بالأخ نجيب وقال له تقدمَ إليَّ أحدُ إخوانكم في الشعبة في قريتكم بشكوى فقال : " إنك تعطي دروسا خصوصية لفتاة ، وأن هذا التصرف قد أثار القيل والقال ، وأثَّــــر على مسيرة الأمور عندكم ... وكلنا قد يقع في مواقف محرجة تمليها ظروفٌ معينة " ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه . " ومجال الخدمة الإنسانية واسع ومتعدد الجوانب وليس قاصرا على درس خصوصي لفتاة ..... يمكنك من اليوم وقفُ هذه الدروس لمصلحتك ومصلحة دعوتك .
ووافق نجيب عن طيب خاطر
 تناول نجيب الكيلاني هذه القصة باستفاضة في مذكراته (1/112-116)

شارك المادة