الفقه والفقيه
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال؛ (( لا يفقه العبد كل الفقه حتي يمقت الناس في ذات الله ثم يقبل على نفسه فيكون لها أشد مقتا )).
وسأل فرقد السنجي الحسن البصري عن شيء ؛ فقال: (( إن الفقهاء يخالفونك فقال الحسن ؛ ثكلتك أمك وهل رأيت فقيها بعينك إنما الفقيه هو الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة البصير بذنبه المداوم على عبادة ربه الورع الكاف ))
وقال الحليمي في المنهاج ؛
(( إن تخصيص اسم الفقه بهذا الاصطلاح حادث والحق أن الفقه يعم جميع لشريعة التي من جملتها ما يتوصل به إلى معرفة الله ووحدانيته وتقديسه وسائر صفاته وإلى معرفة أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام
ومنها علم الأخلاق والآداب والقيام بحق العبودية وغير ذالك ))
قال الزركشي تعليقا عليه ؛
(( ولهذا صنف أبو حنيفة كتابا في أصول الدين سماه الفقه الأكبر ))
وقال الغزالي في الإحياء في بيان تبديل أسامي العلوم ؛
(( إن الناس تصرفوا في أسم الفقه فخصوه بعلم الفتاوى والوقوف على وقائعها وإنما هو في العصر الأول أسم لمعرفة دقائق آفات النفوس والاطلاع على الآخرة وحقارة الدنيا
قال تعالى ؛
(( ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ))
والإنذار بهذا النوع من العلم دون تفاريع السلم والإجارة.
البحر المحيط للزركشي ج ١ ص ٢٣