(فالناس في هذ العالم سفْرٌ، وأول منازلهم المهدُ ، وآخرها اللحدُ ، والوطن هو الجنة أو النار، والعمر مسافة السفر : فسُنوهُ مراحله ُ، وشهوره فراسخه ، وأيامه أمياله، وأنفاسه خطواته ،وطاعته بضاعته ،وأوقاته رؤوس أمواله ، وشهواته وأغراضه قطاع طريقه ، وربحه الفوز بلقاء الله تعالى في دار السلام مع الملك الكبير والنعيم المقيم ، وخسرانه البعد من الله تعالى مع الأنكال والأغلال والعذاب الأليم فى دركات الجحيم ، فالغافل في نَفَسٍ من أنفاسهِ ِحتى ينقضي في غير طاعة تُقَرِّبُهُ الى الله زلفى متعرض في يوم التغابن لغبينة وحسْرةٍ مالها منتهى ، ولهذ الخطر العظيم والخطب الهائل شمّرَ الموفقون عن ساق الجد ، وودعوا بالكلية ملاذ النفس واغتنمو بقايا العمر..)
* (احياء علوم الدين ج 1ص299)*
مشهد رهيب
قال الله تعالى؛ (( هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ )) عند المولى الحق لا يغني إلا الحق . اللهم سلم سلم.