تدل النصوص الكثيرة على ان الظلم والمعاصي عظيمة الشؤم سيئة العاقبة وكفى بتهديد الله ووعيده المكرر في كتابه المجيد
ولكن هذا الشؤم تارة يكون عاما فتصيب عقوبته (( الفنتة في عرف القرآن ))
الظالم والعاصي والساكت عليهما حين لا يكون هناك نهي ولا مدافعة ومن اصرح الأدلة الكثيرة في ذالك قول الله جل جلاله؛
{{ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب }} بل تصيب الذين لم يظلمواولكن سكتوا
قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية ؛
(( إن الناس إذا رأوا المنكر فأقروه بين أظهرهم أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده ))
والأحاديث المرفوعة في المعنى معلومة
واما حين ينهى الناهون فإن الفتنة أي العقاب يخص الظالمين
وينجوا الناهون كما قال تعالى ؛
{{فلما نسوا ما ذكروا به انجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بيس بما كانوا يفسقون }}
وفي هذه الحالة تكون الفتنة خاصة بالظلمة
ويلحظ القارئ للقرآن ان الفتنة تستعمل في الذنوب وعقوبتها
وأن جعلها شعارا وسيفا مسلطا على كل من يقف في وجه
الظلم ودعوى سعيه للفتنة _وهو الذاد عنها والحامي منها _ خلاف عرف القرآن بل يرده القرآن باعتباره عرف مشركي مكة حين قال تعالى ؛
{{ والفتنة أكبر من القتل }}
نسأل الله ان يجنبنا والمسلمين الفتن ظاهرها وباطنها عامها وخاصها