تابعونا على :

‏مشايخ ودعاة ‏

من داخل الحجر الصحي | الدكتور : محمد الحسن أحمد

اثنين, 03/30/2020 - 10:32

قرأت عن حالات من الفرار من الحجز الصحي وأخرى من طلبات وشفاعات بغية التملص من أسره؛ ولما ألجأتني الظروف لمغادرة مكان العمل (إندونيسيا) والحال أن كورونا يوم خروجي منها كان منحصرا في منطقة بعيدة نسبيا من الحي الذي أسكنه بل وأحياء تنقلاتي جميعا؛ لكن الطريق فرض المرور بمطارات عدة من العسير الجزم بسلامة جميع المجاورين فيها..
ولما دخلت البلاد  من معبر الحدود (كوكي الزمال) باشرت السلطة الصحية والأمنية حجزي في (كوكي) ثم (كبني)...
وقد ألفيت تجربة الحجز بخلاف ما يراها عليه من يفرون منها ففيها:
-راحة من وعثاء سفر يشق على البدن تتابعه.
- فرصة لتعميم الأهل والأصحاب بالسلام حيث ستذكرهم جميعا ومن نسيته منهم لطول العهد فإن مكالمة هاتفية منه تذكرك به وهذه مزية لا يوفرها وقت الإجازات الضيق المزدحم.
- فرصة لتجديد العهد ومعاهدة المحفوظ من القرآن وغيره (السورات) حيث أنت وإياه في مكان ضيق وزمان متسع.
- أخذ صورة أخرى عن رجال السلطة وهم يؤدون عملهم (الحجز) بأريحية ولباقة تنسيك الصورة النمطية عن الطبيب المتجهم المستعجل والإداري المتملص ورجل الأمن الفظ الجلف... فالجميع -على الأقل في تجربتي- يوزع البشر ويخدمك مسرورا...
- عيش فندقي يتمناه كل باحث؛ وأذكر أنني قدما ربما سألت بعض زملائي متى تنهي بحثك في الدكتوراه أو الماجستير فيقول إذا وجدت من يسجنني في فندق ويوفر لي فيه كل ما أحتاجه من مراجع وغيرها ويبعد عني الصوارف...
وخلاصة فإن الحجز الصحي راحة لك وفراغ من شغلك وطمأنينة لكل من يلاقيك بعد قدومك وأمان للمجتمع منك...
 

شارك المادة