تابعونا على :

‏مشايخ ودعاة ‏

تعليق على التراويح ـ 10

أربعاء, 05/20/2020 - 15:08

من ورد العاشرة من شهر رمضان تعلّمنا ما يلي :

أوّلا  –  الفرق بين العقوق في أردإ صورة, و البرّ في أسمى تجلّ : ابن نوح عليه السلام يدعوه أبوه إلى الحياة, فيرفض : (يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ )  وابن إبراهيم عليه السلام  يدعوه أبوه  إلى الموت, فيطيع : ( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ )

ثانيا  – لطف الله  (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )

وقد تجلّى لطفه بيوسف عليه السلام في الكثير والكثير, نذكر منه  :

1 -  إفشال  قرار القتل

2 - إلهامه - وهي يرمى في الجبّ - أنّه سينبئ أخوته لاحقا بمكيدتهم هذه

3 - ظهور القرائن المكذّبة لدعوى أكل الذئب إيّاه, مما يجعل الأمل بحياته قائما؛ ليظلّ البحث عنه جاريا

4 - إنقاذ وارد القافلة إياه من الجبّ

5 - بيعه ظلما لعزيز مصر ؛ لتكون العاقبة إكرام مثواه

6 – قيام الوازع الدينيّ عند توفّر دواعي الشهوة المحرّمة : (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ )

7 تبرئته مما رمي به عن طريق :

-  الله تعالى : ( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )

-  شهادة الله  تستلزم تبرئة الشيطان له : (وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) 

والحقّ ما شهدت به الأعداء

- شاهد  من أهلها, لا من أهله  : (وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ )

- النسوة  : (قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ )

 

- امرأة العزيز : (قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ )

8 – تعليمه إيّاه تأويل الرؤيا فقد كانت خدمة تأويلها  سببا في خروجه من السجن.

8 – بركة  تساميه على الانتقام من الشعوب إذا ضايقتهم حكومات تلك الشعوب؛ فقد كان بمقدوره أن يتكتّم على الخطّة الاقتصاديّة التي أنقذت مصر من أزمتها المحدقة بها؛ انتقاما لسجنه بغير حقّ, وإنّما سجن من أجل صرف الأنظار عن فضائح القصر, وكان بمقدوره أن يناور  بالإفراج عن هذه الخطّة مقابل الإفراج عنه, لكنّه لم يفعل ذلك كلّه, وإنّما قدّمها طاعة لربّه, واتقاء له,  فكان له ما يكون للمتقين : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) فجاء لطف الله هذه المرّة بإخراجه من السجن إلى كرسيّ الوزارة والملك .

إنّ المسافة بين الجبّ مرورا بالاسترقاق, فالتجريم, فالسجن, وبين الملك مسافة شاسعة لا تقطع إلا بتقوى الله, وإرادة وجهه سبحانه وهو ما لا يكون على وجه التمام إلا للرسل عليهم السلام.

وبحسبنا نحن أن تتشبه بالقوم :

فتشبّهوا إن لم تكونوا مثلهم = إنّ بالكرام فلاح

اللهمّ ارزقنا التأسّي بهم والفوز والفلاح

شارك المادة