تابعونا على :

‏مشايخ ودعاة ‏

تعليق على التراويح ـ 16

أربعاء, 05/20/2020 - 15:18

من ورد السادسة عشرة من شهر رمضان المبارك تعلّمنا ما كتبْتُ عنه سابقا بشأن  قصّة سليمان عليه السلام في التدوينة التالية :

اشتملت قصّة سليمان عليه السلام في سورة النمل على عناصر القوّة التي كان يتمتع بها ممّا كان له أثره الواضح في  التعامل مع ملكة سبأ , ذلك التعامل الذي تكلّل بالنجاح التامّ حيث أعلنت دخولها في الإسلام حين قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَنَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ.

وتتمثل عناصر القوّة عند سليمان عليه السلام فيما يلي  .

1– العلم : (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَنَ عِلْمًا, وَقَالَ يَأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ )

2– اتصال سند النبوّة والعلم  : ( وَوَرِثَ سُلَيْمَنُ دَاوُودَ )

3– قوّة الصلة بالله :(وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ) , ( وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَلِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَلِحًا تَرْضَيهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّلِحِين)  ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ), ( فَمَا آتَنِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَيكُمْ ) , ( قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ )

4– الجيش المتنوّع العرمرم : ( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَنَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ )

5– الإشراف المباشر والمتابعة الدقيقة:( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ )

6– الجهاز القضائيّ الصارم في  تطبيق العدل : (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَاذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَنٍ مُبِينٍ )

7– رعاية المبادرات الإيجابية, والاستفادة منها  : (مبادرة الهدهد)

8 –  الجهاز الاستخباري  الساهر على حماية دستور الإيمان. ( الهدهد واكتشافه لمملكة سبأ وانتقاده لشركها وشرك قومها  بدل أن يعبدوا الله وحده.)

9 – التأكّد من مصداقية المعلومات الاستخبارية ( قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ )

9 – التدرّج مع العدوّ بالبدء بالسلميّة,  فالتلويح باستخدام القوّة. فقد بدأ بالمراسلة وثنّى بالتهديد, وثلّث بأخذ عرشها وتغييره  ( الاستيلاء على رمز من رموز سيادة المملكة )

10 -  استخدام أسلوب المفاجأة. فقد فاجأها برسالة  شديدة اللهجة, وبالرفض للهديّة وبالتهديد, وبأخذ عرشها , وتغييره ليختبر ذكاءها ,وبإدخالها إلى الصرح الممرّد.

11 – قوّة الخطاب في الرسالة مع الهدهد : (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) ومع حامل الهدية : (ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37)

12 – الترفّع عن المكاسب الرخيصة, والرِّشَى السياسيّة واختيار المكاسب العظمى حيث ردّ هديتها مبرزا أنّ ما أعطاه الله خير مما أعطاها ( أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ )

12 -   كفاءة  أجهزة النقل والاتصال وتنوّعها من سريع : ( الهدهد ) إلى متوسط السرعة : ( عفريت من الجن )  إلى فائق السرعة : ( الذي عنده علم من الكتاب )

13 – التفوّق الحضاريّ في المجال  المعماريّ والصناعيّ  : ( الصرح الممرد )

14 – التعامل المناسب مع نقاط الضعف عند الخصم , و تتلخّص نقاط ضعفه فيما يلي :

- خرافيّة المعتقد : ( عبادة الشمس )

- أنوثة  الملكة مما يعني حضور العاطفة وسهولة  التأثير عليها : (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ )

- إمّعيّة مستشاريها, واغترارهم بقوّتهم : (قَالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ )

- بناء خطّة المواجهة  على التخمين,  لا على معلومات دقيقة عن الخصم  وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ )

- غياب  الخطّة ( ب )  بعد فشل الخطّة ( أ ) فالخطّة ( أ ) تتمثل في الاختبار بإرسال الهديّة, وبعد فشلها لم تكن لها خطّة بديلة .

- فرحهم بالمال : (بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36)

- سهولة الاختراق الاستخباري  ( مجيء الهدهد,  واطّلاعه على أخبارهم )

- ضعف الحماية لرموز السيادة في  الدولة . فمع الاحتياطات المتخذة لحماية العرش فقد نقل من بين أيديهم دون شعور.

تلكم – إخوتي الكرام – عناصر القوّة عند نبي الله سليمان عليه السلام,  فما أحوج أمتنا إليها في وقتنا الحاضر ! لتستعيد ريادتها وقيادتها للأمم فتمخر بها من جديد  إلى برّ الأمان .

نسأل الله عز وجل أن يعيد لها قوّتها , ومكانتها ؛ فهو ولي ذلك والقادر عليه .)

شارك المادة