من ورد الثامنة عشرة من شهر رمضان المبارك تعلّمنا أنّ الأزمات تكشف أنّ بين الإيمان والنفاق ما بين الثرى والثريّا؛ ففي غزوة الأحزاب تبيّنت الفروق التالية :
١ - النفاق لا يثق بوعد الله، يتّهم الخالق ورسوله : ( ما وعدنا الله ورسوله إلّا غرورا )
والإيمان ثقة بالله وتصديق بوعد الله ورسوله واستسلام: ( هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلّا إيمنا وتسليما )
٢ - النفاق = نقض العهد : ( ولقد كانوا عهدوا الله من قبل لا يولّون الأدبار وكان عهد الله مسؤولا ) والإيمان = الوفاء به : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه )
٣ - النفاق اضطراب في المواقف، وتلوّن فيها : ( ولو دخلت عليهم من أقطارها ثمّ سئلوا لأتوها وما تلبّثوا بها إلّا يسيرا )
والإيمان ثبات في المبادئ، وعدم حيدة عنها : ( وما بدّلوا تبديلا )
٤ - النفاق هروب عن استحقاقات المعركة بأيّ حيلة : ( ويستأذن فريق منهم النبيّ يقولون إنّ بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلّا فرارا )
والإيمان صبر ومصابرة وابتغاء الشهادة مظانّها : ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر )
٥ - الإيمان صدق، والنفاق نقيضه : ( ليجزي الله الصدقين بصدقهم ويعذّب الله المنفقين إن شاء أو يتوب عليهم إنّ الله كان غفورا رحيما )
٦ - النفاق جبن وخور : ( فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت )
والإيمان شجاعة وقوّة ؛ فمن ينتظر الشهادة في سبيل الله لا يهاب المنايا : ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر )
اللهمّ أعذنا من النفاق والشقاق وسيّء الأخلاق.
تنبيه : النصّ القرآنيّ كتب وفق الرسم العثماني.