من ورد التاسعة عشرة من شهر رمضان المبارك ،وبقية ورد السابقة تعلّمنا :
١ - أنّ المرأة المسلمة إن وضعت بين خيار الحفاظ على مصالحها الدنيويّة الفانية، ومصالحها الأخرويّة الباقية ستختار المصالح الباقية، وهو ما ترجمته أزواج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : ( يأيّها النبيّ قل لأزوجك إن كنتنّ تردن الحيوة الدنيا وزينتها فتعالين أمتّعكنّ وأسرّحكنّ سراحا جميلا ( ٢٨ ) وإن كنتنّ تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإنّ الله أعدّ للمحسنت منكنّ أجرا عظيما ( ٢٩ ) الأحزاب
ويؤمل بمواطنات البلد - وهنّ كلّهنّ - بحمد الله - مسلمات - أن يتأسّين بأمّهات المؤمنين فيؤثرن الحفاظ على دينهنّ إذا تعارض مع امتيازات دنيويّة يمنحها أيّ قانون مرتقب تثبت مخالفته لشرعهنّ.
٢ - أنّ حضارة الإسلام تحلّق في فضاء الكون بجناحين : جناح روحيّ وآخر مادّيّ : ( يعملون له ما يشاء من مَّحَريب وتَمَثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا ) سبأ؛ ( لقد أرسلنا رسلنا بالبيّنت وأنزلنا معهم الكِتَب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنَفع للناس ) ( ٢٥ ) الحديد
أمّا حضارة عاد - مثل الحضارة الغربيّة الحاليّة -والحضارةُ النصرانيّة فهما حضارتان شلّاوان مهيضٌ أحد جناحيهما فلا تستطيعان التحليق بسلام وأمان، فالأولى قامت على الجانب المادّي وحده ( أتبنون بكل ريع آية تعبثون ( ١٢٨ ) وتتخذون مصانع لعلّكم تخلدون ( ١٢٩ ) وإذا بطشتم بطشتم جبّارين ( ١٣٠ ) الشعراء .
وأمّا الثانية فقد اتخذت الجناح الروحيّ مهملة غيره : ( ورهبانيّة ابتدعوها ما كتبنها عليهم ) ( ٢٧ ) الحديد
اللهمّ أرشد أمّتنا إلى اتخاذ الجناحين للتحليق بهما لاستعادة الريادة والسيادة.